التعليق على قوله تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ﴾
قوله (تعالى): ﴿وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ﴾ وهذا أمر من الله لعباده بأن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا.
إن الله سبحانه إنما خلق الخلق للعبادة، وخلق لهم جميع ما في الدنيا من الخيرات ليستعينوا به على عبادة ربهم، ويتمتعوا به إلى آخرتهم. كما خلق لهم الجنة ثوابًا وجزاء على حسن أعمالهم.
وأما قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُواْ ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۩ ٧٧﴾ [الحج: 77].
فالعبادة اسم جامع لفعل ما يحبه الله ويرضاه، فالصلوات فرضها ونفلها عبادة. والصدقة فرضها ونفلها عبادة. والصوم فرضه ونفله عبادة. وبر الوالدين عبادة. وصلة الأرحام عبادة. والإحسان إلى الـمساكين والأيتام عبادة. والتسبيح والتحميد عبادة. والاستغفار وتلاوة القرآن بالتدبر، وتوطين النفس على العمل به عبادة. والدعاء والتضرع عبادة؛ بل الدعاء مخ العبادة، ومخ الشيء خالصه. والله تعالى يقول: ﴿قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُونُ لِزَامَۢا ٧٧﴾ [الفرقان: 77]. سواء قلنا: الـمراد به دعاء العبادة، أو دعاء الـمسألة، فإنه عبادة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 17 تفسير قوله تعالى: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ﴾ [الحج: 77] - المجلد 6