الـمسارعة إلى وسائل الـمغفرة والرحمة هي الـمسابقة التي أمر الله بها
(إن) الـمسارعة إلى وسائل الـمغفرة والرحمة، والفوز بالجنة، هي بمعنى الـمسابقة التي أمر الله بها بقوله: ﴿فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ [الـمائدة: 48].
وقال: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ١٠ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ ١١﴾ [الواقعة: 10-11]. أي السابقون إلى الخيرات، والأعمال الصالحات، هم السابقون إلى الجنات، والسابقون إلى الصلوات والجمعات، هم الـمقربون إلى الله في الجنات. ولهذا قال العلماء: إن الناس يكونون في القرب من الرب على قدر قربهم من الإمام يوم الجمعة.
وقال الحسن: إن الله سبحانه جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه، يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك، في اليوم الذي يفوز فيه العاملون، ويخسر في الـمبطلون: ﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ﴾ [الـمطففين: 26].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 84 المسارعة إلى الخيرات قبل الفوات - المجلد 7