مدح الله الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا

قد مدح الله الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قوامًا، لهذا تجد هذه الـموائد الـموحشة تشمئز منها نفوس العقلاء؛ لاعتبار أنها من الأموال الضائعة، بحيث تحمل اللحوم والطعام، ويرمى بها في مواضع القمام، وبطون الأنعام، والكثير من الفقراء تحن بطونهم إليها. وقد قيل: ولم يحفظ مُضَاعَ الـمجد شيءٌ من الأشياء كالـمال الـمضاع إنه ما توسع أحد في النفقات الزائدة على الحاجة، إلا ويقصر بأداء الحقوق الواجبة عليه، من قضاء ديون للناس لازمة وغيرها، فيقع من أجل توسعه في تحمل الدين الذي هو همّ بالليل، ومذلة بالنهار.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 79 مراعاة حفظ المال بحسن التدبير وكراهة الإسراف والتبذير - المجلد 7