من اكتسب الـمال من حله، بورك له فيه
وفي القرآن الـمنزل ﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَا﴾ [البقرة: 229]. ﴿وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥ﴾ [الطلاق: 1]. وحدود الله محرماته. فمن اكتسب الـمال من حله، بورك له فيه، ونعم الـمال الصالح للرجل الصالح، ومن اكتسبه من غير حله، لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع. وهذا أمر محسوس يشهد به الواقع الـملموس، فإن الذين يكتسبون الـمال من الطرق الـمحرمة كالخيانة والسرقة والرشوة والـمعاملة في الـمشروبات الـمحرمة، أو يتحيل على الناس في شراء الشيء ولا يؤدي إليهم ثمنه، أو يستأجر الأجير فيستوفي عمله ولا يؤدي إليه أجرته، فمن فعل ذلك فقد عصى ربه، وأذل نفسه، ومحق نسله، وتسبب في نقص رزقه، وكان كسبه بمثابة الزبد الذي يذهب جفاء، ويرجع إلى الوراء. ﴿يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِ﴾ [البقرة: 276].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 68 تحريم الرّبا بأنواعه وعموم مفاسده وأضراره - المجلد 7