نصر الله للمؤمنين مشروط بنصرهم لدين الله
إن الله سبحانه قد ضمن النصر للمؤمنين الـمجاهدين، فقال: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ ٥١﴾ [غافر: 51]. وقال: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الروم: 47]. فهذا النصر الـمضمون للمؤمنين، هو مشروط بنصرهم لدين الله وحمايته، والذود عن حدود الـمسلمين وحقوقهم وحرماتهم، وأن يجاهدوا أنفسهم على القيام بواجبات دينهم قبل أن يجاهدوا عدوهم، حتى يكون الله وليهم وناصرهم، والـمعين لهم على عدوهم. ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد: 7]. ولا بد مع هذا من الأخذ بأسباب الوسائل من الحزم والحذر، والاستعداد بالقوة، كما أرشد إليه الكتاب العزيز في قوله: ﴿خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ﴾ [النساء: 71]. ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفال: 60]. والقوة تختلف باختلاف الأحوال والأزمان، ولكل زمان دولة وقوة ورجال تناسب حالة القتال.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 57 الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد 7