بغي الباغي تعود سوء عاقبته عليه في الدنيا قبل الآخرة

والبغي مصرعه وخيم، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئرًا وقع فيه. قضـى الله أن البغي يصـرع أهله وأن على الباغي تدور الدوائر يقول الله تعالى: ﴿فَلَمَّآ أَنجَاهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٢٣﴾ [يونس: 23]. يعني أن بغي الباغي تعود سوء عاقبته عليه في الدنيا قبل الآخرة، بمعنى أنها تعتريه العقوبة، ويسلط عليه من ينتقم منه عقوبة له. حتى لو بغى جبل على جبل لتدكدك الباغي. وفي الحديث: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَوْ أَحَقُّ مِنْ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مثل الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» والبغي أحيانًا يكون بالأقوال؛ كأن يستطيل عليه بسبه وذمه ليذله بين الناس، وأحيانًا يكون بالأفعال؛ كأن يستطيل عليه بضربه أو قتله، أو أخذ ماله، أو إفساد زوجته عليه، ونحو ذلك من فنون الأذى والعدوان. وفي الصحيح أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَىَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 28 قوله سُبحانه: ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡ﴾ [القصص: 76] - المجلد 6