سبب نزول قوله تعالى: ﴿أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ﴾
اجتمع في الـمسجد الحرام ثلاثة نفر؛ قريشيَّان وثقفي - أو ثقفيَّان وقُرَشي - كثير شحم بطونهم، قليل فقه قلوبهم. فقال بعضهم لبعض: أترون أن الله يسمع كلامنا؟ فقال بعضهم: يسمعنا إذا جهرنا ولا يسمعنا إذا أخفينا. فقال الآخر: إن كان يسمعنا إذا جهرنا فإنه يسمعنا إذا أخفينا. فأنزل الله تعالى: ﴿أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ ١٤﴾ [الـملك: 14].
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل
خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى لديه يغيب
كانت عائشة ل تقول: سبحان من وسع سمعه الأصوات، لقد أتت الـمجادلة - أي خولة بنت ثعلبة - تشتكي إلى رسول الله من زوجها، وإنني لفي كسر البيت أسمع بعض كلامها، ويخفى عليَّ بعضُه. فما بَرِحَتْ من مكانها حتى سمع الله شكواها، وأنزل الله تعالى: ﴿قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ١﴾ [الـمجادلة: 1] .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 23 وصيّة لقمان لابنِه - المجلد 6