الإحسان إلى الأقارب والأرحام

3- قال (تعالى): ﴿وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ أي: وأحسنوا إلى أقاربكم وأرحامكم. والأقارب هم الإخوان والأخوات، والأخوال والخالات، والأعمام والعمات، وأولاد العم والعمة، وأولاد الخال والخالة، وكل مَن يمتُّ إليك بنسب، وفي الحديث: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَثْرَاةٌ فِى الْمَالِ مَنْسَأَةٌ فِى الأَثَرِ» فهـي من الأعمال الـميمونة التي تدر على صاحبها بالبركة، وسعة الرزق، والبركة في العمر. وفي الصحيحين، من حديث أنس أن النبي ﷺ قال: «من أحب أن يُبسَط له في رزقه، ويُمَدَّ له في عمره، فليصل رحمه». وقد أوجب الله لهم حقًّا في كتابه الـمبين، فقال سبحانه: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا ٢٦﴾ [الإسراء: 26]. وحسبك أن الله يقول: «أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِى فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ» . ومعنى «وصلته» أي: أوصلت إليه الخيرات، وأنواع البركات، في نفسه ونسله وماله. ومعنى «قطعته» أي: قطعت عنه أسباب الخير والبركة. فالواصل موصول، والقاطع مقطوع. ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه أنى توجه والـمحروم محروم
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 19 آية الحُقوق العشرَة المذكورة في قوله تعالى: ﴿وَٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشرِكُواْ بِهِۦ شَيْئًا ﴾ - المجلد 6