نؤمن بظاهر الصفات ونكل علمها وتفسيرها إلى الله
كان الإمام أحمد يقول: ناظروهـم بالعلم، فإن أقروا به خصموا وإن أنكروه كفروا. يريد بهذا أن المنكرين للصفات يقال لهم: هل تؤمنون أن لله علمًا يعلم به خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ فكذلك المخلوق فإن له علمًا يعلم به ما يمكنه إدراكه وإحاطة العلم به، وعلم المخلوق ليس كعلم الله وكذالك سائر صفات الله لا يشبهها ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١١﴾.
فمن آمن بظاهر هذه الصفات ووكل علمها وتفسيرها إلى الله تعالى وإلى رسوله ﷺ فقد أحسن حيث انتهى إلى ما سمع وسلم من عناء التعطيل والتحريف والانحراف ومن تكلف الكلام فيما لا علم له به، والذي يشبّه يؤول به إلى تعطيل الرب عن صفاته وإلى التكذيب بكلامه ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥ﴾ [يونس: 39]. وقد قيل:
عقيدتنا أن ليس مثل صفاته
ولا ذاته شيء عقيدة صائب
نسلم آيات الصفات بأسرها
وأخبارها للظاهر المتقارب
ونركب للتسليم سفنًا فإنها
لتسليم دين المرء خير المراكب
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - عقيدة الإسلام والمسلمين / " الإيمـان باللّـه ربـًّا " - المجلد (1)