الوصول إلى القمر لا يناقض القرآن

ولم يأْمر الله بشيءٍ إلا ومصلحته راجحة ومنفعته واضحة، ولم ينه عن شيء إلا ومفسدته راجحة ومضرته واضحة. لهذا رأينا الناس في هذا الزمان وفي هذه الأيام لما اشتغلوا بالبحث عن ماهية القمر وتحدثوا بوصول هؤلاء إليه، أحدث لهم هذا الخبر شيئًا من القلق والاضطراب في الأفكار والعقائد والفتنة في الدين، وطاشت بذلك أحلام الأكثرين لظنهم أنها هزيمة للدين وأنها تقضي بتكذيب نصوص القرآن المبين ونصوص الأحاديث الثابتة عن رسول الله الصادق الأمين، إلى غير ذلك مما يتلقونه من مفتريات الملحدين. وكان من واجب المسلم عند سماع هذا الهذيان هو التثبت والاطمئنان وعدم تزعزع الإيمان، لاعتقاد أنهم لم يأْتوا بما يناقض القرآن. وقد مدح الله في كتابه أهل الاستقامة والثبات، والله يحب البصر الناقد عند ورود الشبهات. وأكثر الناس ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لعدم رزانته واستقامته وعدم علمه ومعرفته بأَحكام الرب وقدرته.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " حكمة الرب في خلق القمر " - المجلد 4