النصارى بدلوا دين المسيح وغيروه
وقد صنف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كتابه «الجواب الصحيح فيمن بدل دين المسيح» وذكر فيه أن النصارى بدلوا دين المسيح وغيروه عن حقيقته وكفروا بما جاء به من الحق، يقول الله: ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ٦٨﴾ وكذلك يقال إن أولى الناس بالمسيح للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا به. وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم، لأنه ليس بيني وبينه نبي» وكما أن اليهود كذبوه وآذوه وضربوه وصلبوه بزعمهم ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ﴾، فهم يزعمون بأنه غير المسيح المبشر به في التوراة ورموا أمّه بالعظائم والمفتريات، أعلى الله قدرها عما يقولون علواً كبيراً، وقال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا١٥٥ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا١٥٦ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / فصل في تسمية النصارى بالمسيحيين