إخفاء أهل الكتاب لبعض ما في كتبهم
يقول الله (تعالى): ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ﴾. فهذه الجملة هي مما أخفوه (يعني أهل الكتاب)، كما قال – سبحانه -: ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ﴾ وهذه الآية هي من الشيء الكثير الذي أخفوه. ومثله ما روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إنا لنجد صفة محمد في التوراة إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وحرزاً للمؤمنين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة، بل يعفو ويغفر ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء، بأن يعبد الله لا يشرك به شيئاً ويفتح الله به أعيناً عميا وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً.
ولما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بداية نبوته قال: (دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرَى عيسَى ورؤيا أمِّي آمنةَ).
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / فصل في تسمية النصارى بالمسيحيين