ذكر أخبار بني إسرائيل الماضين هو لأجل العظة والاعتبار

وموضع العبرة من الآيات هو أن القرآن بلاغ للناس وليُنذَروا به، فذكره أخبار بني إسرائيل الماضين هو لأجل العظة والاعتبار بما تضمنته الوقائع والآثار كما هي سنته - سبحانه - في تنويع التذكير بالخير والشر، وأن بني إسرائيل لما بغوا وطغوا سلط الله عليهم عدواً غاشماً فاستباح بيضتهم وأذلَّ عزتهم، لأن للمعاصي عقوبات وللمنكرات ثمرات، ولهذا يقول الله: «عسى ربكم أن يرحمكم برفع هذا البلاء والتسليط وإن عدتم عدنا – أي إن عدتم إلى البغي والطغيان - عدنا إلى أدبكم بتسليط الأعداء عليكم وأنواع العقوبات وأما قوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا٧﴾. فهذا التسليط والله أعلم محمول على تسلط بختنصر وجنوده لكونه وقع بعد المسيح وبعد قتل جالوت بسنين طويلة وخرب بيت المقدس الخراب الثاني ومن حينئذ ساءت وجوههم وزال ملكهم وقطعهم الله في الأرض أمماً فكانوا أذلاء تحت حكم الروم والفرس والقبط.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (فصل) (في تحريم تحريف القرآن بصرفه إلى غير المعنى المراد منه)