نادى الله بني إسرائيل باسم أبيهم الذي هو أصل عزهم وسؤددهم

فإسرائيل لقب نبي الله يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم - قيل معناه: الأمير المجاهد مع الله، وأطلق عليهم لقبه في كتبهم وتواريخهم كما تسمي العرب القبيلة باسم جدها الأعلى، سيما إذا كان ذا شرف وفضل فهم يفتخرون بانتسابهم إليه. وهذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم وكرر ذكرها في القرآن هي نعمة جعل النبوة فيهم أزماناً طويلة، ولهذا كانوا يسمون شعب الله كما في التوراة، فكانوا بذلك مفضلين على سائر الأمم والشعوب في أزمانهم، فناداهم الله باسم أبيهم إسرائيل الذي هو أصل عزهم وسؤددهم ومنشأ تفضيلهم وأسند نعمة التفضيل إليهم جميعاً، لأن النعمة عمتهم والتفضيل شملهم، وبذلك استمروا في ملكهم كما قال - سبحانه -: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ١٣٧﴾. وقال – سبحانه -: ﴿وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ٣٠ مِنْ فِرْعَوْنَ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ٣١ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ٣٢ وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ٣٣﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (حياة بنى إسرائيل النازل بذكرهم القرآن الكريم)