بعض المفسرين يخلط ويتعسف في التفسير

ومثله من قد رأيناه يتكلم على سورة الإسراء المسماة بسورة بني إسرائيل، فحين أتى على قوله – سبحانه -: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا٤﴾. ثم رأيته يخلط ويخبط في تفسير هذه الآيات ويحاول بطريق التكلف أن يطبقها على القتال الواقع بين اليهود والمسلمين بركوب التعاسيف في التأويل والخروج إلى غير السبيل. وخفي عليه أن اليهود غير بني إسرائيل وأن بني إسرائيل غير اليهود، وإنما قص علينا أخبار بني إسرائيل كخبر موسى وعيسى وداود وسليمان، ليكونوا للناس بمثابة العظة والعبرة، وفي أخبار بني إسرائيل ما يدل على أنهم في نشأتهم وبداية أمرهم أنهم ضعفاء مستذلون لدى الفراعنة يسومونهم سوء العذاب، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، ثم إن الله أنجاهم وأغرق عدوهم، فقال - سبحانه -: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ١٣٧﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (بداية تسمية اليهود باسرائيل)