حكم أبناء الأنصار الذين اعتنقوا اليهودية في الجاهلية غير حكم المرتدين

لما كان وقت البعثة وكان عند اليهود أولاد للأنصار يرضعونهم، لكون الأنصار زمن الجاهلية عبدة أوثان فهم شر من اليهود، فكبر الأولاد فاعتنقوا دين اليهودية ورضوه لهم عقيدة وطريقة، وهذا حكمه غير حكم المرتد، فإن المرتد هو الذي يكفر بعد إسلامه وهؤلاء لم يدخلوا في الإسلام وإنما اعتنقوا اليهودية واعتقدوها في بداية نشأتهم فصاروا يهوداً. وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من مولودٍ يولدُ إلا على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه كما تُنتَجُ البهيمةُ بهيمةً جمعاءَ هلْ تُحِسُّونَ فيها مِنْ جَدْعاءَ حتَّى تَجْدَعُونَها)، ثم قرأ ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾، فأناط علة التهود بالسبب حيث سلم الآباء أبناءهم إلى اليهود ليرضعوهم فصاروا بذلك يهوداً مثلهم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / [خطبة الكتاب]