سمي أهل الذمة أهل الذمة من أجل أنهم في ذمة الله، وذمة الـمؤمنين
ونحن نحب أن يعيش الـمسلمون مع الـمسيحيين متجاورين متعاشرين، متساعدين كحالتهم السابقة ﴿لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ ٦﴾ [الكافرون: 6]. فلا يتعدى بعضهم على بعض، ولا يسفك بعضهم دم بعض، ولا يجعلون اختلاف دياناتهم سببًا لمثار النزاع، وسل السيوف من بينهم، وكان من حالتهم مع الـمسلمين في فتوحاتهم في قديم الزمان، أنه لما اتسعت الفتوح الإسلامية، وامتد سلطان الـمسلمين على الأقطار الأجنبية، من بلدان الروم، صار النصارى مع الـمسلمين في أمن وأمان، وعزة واطمئنان، وسموا أهل الذمة من أجل أنهم في ذمة الله، وذمة الـمؤمنين. من رامهم بسوء غرم وأثم، فصار الجميع يتعاونون على الكسب والسعي والعمران، وفنون العلم والعرفان، يساعد بعضهم بعضًا في ذلك الزمان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (73) موقف الإسلام من القتال الواقع بين أهل لبنان - المجلد (7)