صنيع المسلمين بعد فتح البلدان
ولمّا انتشرت فتوحهم (يعني الصحابة) الإسلامية، وامتد سلطان الـمسلمين على الأقطار الأجنبية، لم يقصروا نفوسهم على استلذاذ الترف، ورخاء العيش، وتزويق الأبنية فحسب، بل عكفوا جادين على تمهيد قواعد الدين، وهدم قواعد الـمبطلين، ونشر الأحكام الشرعية، وتعميم اللغة العربية، فاختطوا الـمدن، وأنشؤوا الـمساجد، وأشادوا الـمكارم والـمفاخر، وأزالوا الـمنكرات والخبائث، فأوجدوا حضارة نضرة، جمعت بين الدين والدنيا، أسسوا قواعدها على الطاعة، فدامت لهم بقوة الاستطاعة، وغرسوا فيها الأعمال البارة، فأينعت لهم بالأرزاق الدارة، فكانوا ممن قال الله فيهم: ﴿...وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40-41]. فمن قام بالله عز، ومن كان مع الله، كان الله معه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (57) الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد (7)