مكث الـمسلمون ثلاثة عشر قرنًا ودستورهم القرآن والسنة
لقد مكث الـمسلمون ثلاثة عشر قرنًا ودستورهم القرآن والسنة التي هي سفر السعادة، وقانون العدالة. قد فتحوا الـمحاكم الشرعية في سائر مشارق الأرض ومغاربها، يتحاكم جميع الناس من الـمسلمين والكفار إليها؛ لأن شريعة الإسلام كافلة لحل جميع مشاكل العالـم، ما وقع في هذا الزمان وما سيقع بعد أزمان. فلا تقع مشكلة ذات أهمية إلا وفي الشريعة الإسلامية طريق حلها، وبيان الهدى من الضلال فيها، كما أنه لا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما يدحضها، ويبين بطلانها، لكنه لما ضعف الإسلام في هذا الزمان، وضعف عمل الناس به، وساء اعتقادهم فيه، صار فيهم منافقون يدعون إلى نبذه، وإلى عدم التقيد بحدوده وحكمه، ويدعون إلى تحكيم القوانين بدله ﴿وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيًۡٔاۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [الـمائدة: 41].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (9) القوانين وسُوء عواقبها على الدّين - المجلد (6)