مدح حسان رضي الله عنه لجبلة بن الأيهم
وبعث (عمر رضي الله عنه) إلى حسان فأقبل يقوده قائده حتى دنا فسلم، وقال: يا أمير الـمؤمنين إني لأجد أرواح آل جفنة. فقال عمر رضي الله عنه: قد نزع الله تبارك وتعالى لك منه على رغم أنفه وآتاك بمعونة. فانصرف عنه وهو يقول:
إن ابن جفنة من بقية معشـر
لم يغذهم آباؤهم باللوم
لم ينسني بالشام إذ هو ربها
كلا ولا متنصـرًا بالروم
يعطى الجزيل ولا يراه عنده
إلا كبعض عطية الـمذموم
وأتيته يومًا فقرب مجلسـي
وسقى فروّاني من الخرطوم
فقال له رجل: أتذكر قومًا كانوا ملوكًا فأبادهم الله وأفناهم؟! فقال: ممن الرجل؟ قال: مزني. قال: أما والله لولا سوابق قومك مع رسول الله ﷺ لطوقتك طوق الحمامة. وقال للرجل الذي جاء من عند جبلة: ما كان خليلي ليخل بي، فما قال؟ قال: قال لي: إن وجدته حيًّا فادفعها إليه، وإن وجدته ميتًا فاطرح الثياب على قبره وابتع بهذه الدنانير بُدنًا فانحرها على قبره. فقال حسان: ليتك وجَدتني ميتًا ففعلت ذلك بي.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من هامش في رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / [سؤال عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد المسافر. والجواب عنه] - المجلد (5)