فتح المسلمين لمشارق الأرض ومغاربها في القرون الأولى كان لصحة عقيدتهم
إن هذا الاعتقاد (الإيمان بالبعث) يطبع في النفوس الثبات على المكارم، وتحمل المكاره ومقارعة الأهوال الشديدة بجأش ثابت، يعلم أن ما عند الله خير وأبقى من الدنيا وما فيها، وما أنفقه فإن الله سيخلفه، ويدخر ثوابه له في آخرته.
لقد اندفع المسلمون بصحة عقيدتهم في القرن الأول والثاني والثالث بشجاعة باسلة، وقلوب ثابتة، وإيمان راسخ إلى تحقيق الجزاء على أعمالهم، فاندفعوا إلى مشارق الأرض ومغاربها، يفتحونها. وإن هذا الاعتقاد؛ هو الذي ثبت أقدامهم مع قلتهم، وضعفهم أمام جيوش أعدائهم، التي يغص بها الفضاء، وتعج من كثافتها الأرض والسماء، فتلاشت أمام المؤمنين بالله ولقائه، حيث كشفوهم بقوة الإيمان، ثم نشروا بينهم التوحيد في سائر البلدان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " أثر الإيمان بالبعث على الإنسان " - المجلد (1)