إذا كان المرض من قضاء الله وقدره فالدواء كذلك

الأنبياء، والعلماء، دينهم الأمر، ويقدمونه على القدر. فقول الشاعر: جرى قلم القضاء بما يكون فسيّان التحرك والسكون هو قول باطل قطعًا. فلا يكون التحرّك مثل السكون، إذ إن مدار الشرع على الأمر والنهي، وأصدق الأسماء: حارث وهمّام. فالهمّام: هو الذي يهم بقلبه، سأفعل كذا. والحارث: هو الذي يسعى بيديه ورجليه إلى تحقيق آماله، والسعي في أعماله، وقد قيل: المسلم الحق يصلي فرضه ويأخذ الفأس ويسقي أرضه يجمع بين الشغل والعباده ليكفل الله له السعاده وقد قلنا بأن المرض الذي يصاب به الشخص، هو من قضاء الله وقدره، وأن الدواء الذي يعالج به ليشفيه، هو من قضاء الله وقدره أيضًا، فهم يشربون الدواء الكريه المرّ ليقيهم من الوقوع في الضر، كما قيل: وخذ مرًّا تصادف منه نفعًا ولا تعدل إلى حلو يضـر فإن المرّ حين يـسر حلو وإن الحلو حين يضـرّ مر
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " بطلان الاحتجاج بالقدر: المحتجون بالقدر حجتهم داحضة عند ربهم - [هل الإنسان مخيَّر أم مسيَّر؟] " - المجلد (1)