الشهور والأعوام، والليالي والأيام، مواقيت الأعمال، ومقادير الآجال
إن الشهور والأعوام، والليالي والأيام، كلها مواقيت الأعمال، ومقادير الآجال، فهي تنقضي جميعًا، وتمضي سريعًا، والذي أوجدها وخصها بالفضائل، وأودعها هو باق لا يزول، ودائم لا يحول، هو في كل الحالات إله واحد، ولأعمال عباده رقيب مشاهد، يقلب عباده بفنون الخدم، ليسبغ عليهم فواضل النعم، ويعاملهم بغاية الجود والكرم، فكل يوم من الأيام قد أوجب الله فيه وظيفة من وظائف طاعاته، ويتقرب بها إليه. وفيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته عليه. فالسعيد من اغتنم مرّ الليالي والساعات، وتقرب إلى الله بما فيها من وظائف الطاعات.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (85) آخر العام ومحاسبة النفس على ما أسلفته من الأعمال - المجلد (7)