القتال الواقع في لبنان؛ هو قتال بين الـمسلمين والكفار
(إن) هذا القتال الواقع في لبنان؛ هو قتال بين الـمسلمين والكفار، أو بين الـمسلمين والنصارى. هذا هو الظاهر الـمتبادر إلى الأذهان، فهو من عداد الحروب الصليبية، ولا نقول: إن كل من يسمون مسلمين في لبنان أنهم مسلمون على الحقيقة، بل فيهم الـمسلم، وفيهم الـمنافق، كسائر البلدان الـمجاورة لهم، والنفاق لا يخلو منه زمان ولا مكان، حتى ولا مدينة رسول الله ﷺ في حياته، فقد كان فيها الـمنافقون.
يقول الله تعالى: ﴿وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٖ ١٠١﴾ [التوبة: 101]. ولما استؤذن رسول الله ﷺ في قتل رجل من الـمنافقين قال: «لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه». فعاملهم رسول الله ﷺ، بظاهر إسلامهم، مع علمه بنفاقهم؛ لأن الأحكام تدور على الظاهر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (73) موقف الإسلام من القتال الواقع بين أهل لبنان - المجلد (7)