الرؤساء لا يعذرون أمام الله ولا أمام الناس عن السكوت على انتشار الأفلام الخليعة
إن الناس متى سكتوا عن نشر مثل هذه الأفلام الخليعة، وتركوها تسطع في دورهم، بين نسائهم وأولادهم، فإن الفساد يعمهم، ويصير ما يشاهدونه خلقًا لهم، يشب عليه صغيرهم ويهرم عليه كبيرهم.
والرؤساء لا يعذرون أمام الله ولا أمام الناس عن السكوت على مثل هذا، لكن بعض الناس يعلل نفسه بالأعذار الباردة ويقول: هذا آخر زمن وهذا تيار جارف، ويفعل مثله في بلد كذا وكذا، وقد عاد الإسلام غريبًا كما بدأ، فاتخذوا هذا الحديث بمثابة التخدير والتفسير، يحاولون أن يسقطوا به ما وجب عليهم من الأمر بالـمعروف، والنهي عن الـمنكر، والنصيحة لله ولعباده الـمؤمنين، ولأئمة الـمسلمين، كأن الرسول ـ بزعمهم ـ قصد بهذا الحديث الاستسلام لهذا الضعف والغربة للدين، بدون أن يسعى أحد بحوله وقوته، وبجده وجهاده لدفعه ورفعه، وهذا خطأ واضح لفهم الحديث، فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام، إنما قصد به التمسك بالدين، وعدم الاغترار بضعفه وغربته، وإعراض الناس عنه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (61) حماية الدّين والوطن في مَنع أفلام الخلاعة والفِتَن - المجلد (7)