ما حصل من تغلب اليهود على المسلمين إنما حصل بسبب ذنب من الـمسلمين اقترفوه
إن هذا الطفور والطغيان، ومجاوزة الحد في الفتك والسفك والعدوان، الواقع من اليهود على العرب الـمسلمين طيلة هذه السنين، حتى أخرجوهم من ديارهم ومساكنهم إلى الصحراء، واستولوا عليها قسرًا وقهرًا، وأخذوا يسومونهم سوء العذاب، من القتل والتضييق والإرهاق، حتى بلغ الأمر بهم إلى أشد الاختناق، وإلى حد ما لا يطاق، حتى لقد أنكر أمرهم وبغيهم وطغيانهم جميع دول العالـم ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ ٣٩ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ﴾ [الحج: 39-40].
وقد عرف العقلاء أن هذا التغلب والاستيلاء من اليهود؛ إنما حصل بسبب ذنب من الـمسلمين اقترفوه، وذلك حينما ضعف عملهم بالإسلام، وساء اعتقادهم فيه، وصار فيهم منافقون يدعون إلى نبذه، وإلى عدم التقيد بفرضه ونفله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (57) الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد (7)