ما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها

ما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها، وتقلب أحوالها، فتتبدل حياتها بالـموت، وعمارها بالخراب، واجتماع أهلها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب. محفوفة بالأنكاد والأكدار، وبالشرور والأضرار، وبالهموم والغموم والأحزان، ولا يهذبها ويصفيها سوى الدين، وطاعة رب العالـمين، فلا تصفو لأحد بحال، فلو كان ربنا لم يخبر عنها خبرًا، ولم يضرب لها مثلاً؛ لكانت قد أيقظت النائم، ونبهـت الغافل، فكيف وقد جاء من الله لها واعظ وعنها زاجر؟ قد نادت الدنيا على نفسها لو كان في العالـم من يسمع كم واثق بالعمر أفنيته وجامع بددت ما يجمع
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (55) فضل الصَّبر على المصائب وتحريم ضرب الخدود وشقّ الجيوب والنياحة على الميّت - المجلد (7)