الـمسلم العاقل؛ يجب عليه أن يأخذ بالحزم، وفعل أولي العزم
فالـمسلم العاقل؛ يجب عليه أن يأخذ بالحزم، وفعل أولي العزم، من التوثق في أمور حياته لما بعد وفاته؛ لما في الصحيح من حديث ابن عمر أن النبي ﷺ قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه». وكان العقلاء من السلف الصالح يتأهبون بكتابة وصاياهم، وتخليدها في حالة صحتهم، عملاً بوصية رسول الله ﷺ لهم، وأخذًا بالحزم في حياتهم.
وتتأكد الوصية في حق من عليه حقوق الناس. وأحق شيء يوصي به الشخص هو الخروج من الـمظالـم، وأداء الديون، وحقوق الناس؛ لأن هذه من الأمور التي لا يترك الله منها شيئًا.
وفي الحديث أن النبي ﷺ قال «نفس الـمؤمن معلقة بِدَيْنِه حتى يقضى عنه». ولما ضمن أبو الدرداء دين الـميت قال له رسول الله ﷺ: «هل أديت دين الـميت؟» قال: نعم. قال: «الآن بردت عنه جلدته». فعلمنا من هذا الحديث أن الـميت لا يبرأ بضمان الحي لدينه، وإنما يبرأ بأداء الدين إلى صاحبه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (54) الوصية في حالة الصِّحّة وكونها من الحَزم وفعل أولي العَزم - المجلد (7)