ضعف الـمسلمون في هذه القرون الأخيرة لما ضعف عملهم بالإسلام
وإنما ضعف الـمسلمون في هذه القرون الأخيرة، وساءت حالهم، وانتقص الأعداء بعض بلدانهم، ودخلت الوثنية في بعض بلدانهم، إنما كان ذلك كله من أجل أنه ضعف عملهم بالإسلام، وساء اعتقادهم فيه، وصار فيهم منافقون، يدعون إلى نبذه، وإلى عدم التقيد بحدوده وحكمه، ويدعون إلى تحكيم القوانين بدله؛ ولأجله صاروا من أسوأ الناس حالاً وأبينهم ضلالاً، وأشدهم اضطرابًا وزلزالاً، وصاروا جديرين بزوال النعم، والإلزام بالنقم.
فتقطعت وحدة الـمسلمين إربًا وأوصالاً، وصاروا شيعًا وأحزابًا؛ ففشى فيهم الفوضى والشقاق، وقامت الفتن على قدم وساق، يقتل بعضهم بعضًا، ويسبي بعضهم أموال بعض. ولن يرتفع عنهم هذا التطاحن والتلاحم إلا بمراجعة دينهم الكفيل بعلاج عللهم، وإصلاح مجتمعهم، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
فانتبهوا من غفلتكم، وتوبوا من زللكم، وتمسكوا بدينكم، وحافظوا على فرائض ربكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (40) نوع ثانٍ في التذكير بعيد الفطر - المجلد (6)