إنما ضعف الـمسلمون في هذه القرون الأخيرة، حينما ضعف عملهم بالإسلام

إنما ضعف الـمسلمون في هذه القرون الأخيرة، وساءت حالهم، وأنقص الأعداء أكثر بلدانهم، وذلك حينما ضعف عملهم بالإسلام، وساء اعتقادهم فيه، وصار فيهم منافقون يدعون إلى نبذه، وإلى عدم التقيد بحدوده وحكمه، ويدعون إلى تحكيم القوانين بدله، فعظم الخطب، واتسع الخرق، واشتدت غربة الدين. ثم إنه نجم في هذه الأزمنة دعايات مبتدعة، كلها تحوم حول تنقص الإسلام، وعدم التسمي به، والانتساب إليه، وهي دعوة البعثية، ودعوة الشيوعية الاشتراكية، ودعوة القومية العربية. ولكل واحدة أنصار وأعوان، فتقطعت وحدة الإسلام إربًا وأوصالاً، وصاروا شيعًا وأحزابًا، ففشى من بينهم الفوضى والشقاق، وقامت الفتن على قدم وساق، يقتل بعضهم بعضًا، ويسبي بعضهم أموال بعض، بحجة الاشتراكية الـمبتدعة، التي ما أنزل الله بها من سلطان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (39) التذكير بعيد الفطر - المجلد (6)