للإسلام صوًى ومنار كمنار الطريق يعرف به صاحبه
وهذا الذم (الذي ذم الله به الأمم السابقة لما حرفوا شرائعه) ينطبق على كل من فسق عن أمر ربه، وترك فرائضه واستحل محارمه، كهؤلاء الذين أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، وخرقوا سياج الشرائع، واستخفوا بحرمات الدين، واتبعوا غير سبيل الـمؤمنين، ويتسمى أحدهم بالإسلام، بمعنى الجنسية لا بالتزام أحكامه الشرعية، وقد أخبر النبي ﷺ أن للإسلام صوًى ومنارًا كمنار الطريق يعرف به صاحبه. وروى الإمام أحمد من حديث أنس أن النبي ﷺ قال: «الإسلام علانية والإيمان في القلب». ومعنى كون الإسلام علانية أن الـمسلم على الحقيقة لا بد أن يظهر إسلامه علانية للناس؛ بحيث يرونه يصلي مع الـمصلين، ويصوم مع الصائمين، ويؤدي زكاة ماله إلى الفقراء والـمساكين، فيظهر إسلامه علانية للناس، بحيث يشهدون له بموجبه، والناس شهداء الله في أرضه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (34) الذكرى لآخر شعبان والاستعداد بالعمل لدخول شهر رمضان - المجلد (6)