آخر الزمن هو أيام الصبر

وقد سماه (يعني آخر الزمن) النبي ﷺ بأيام الصبر وقال: ««إن من ورائكم أيام الصبر، القابض فيهن على دينه كالقابض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين منكم» قالوا: كيف يكون له أجر خمسين منا؟ قال: «إنكم تجدون على الحق أعوانًا، وهم لا يجدون»». رواه الترمذي عن أبي ثعلبة الخشني. إن أكثر الناس في هذا الزمان يتسمون بالإسلام وهم منه بعداء، وينتحلون بأنهم من أهله وهم له أعداء، يعادون بنيه، ويقوضون مبانيه. لم يبق معهم منه سوى محض التسمي به، والانتساب إليه بدون عمل به ولا انقياد لحكمه. فترى أكثرهم لا يصلون الصلوات الخمس الـمفروضة، ولا يؤدون الزكاة الواجبة، ولا يصومون رمضان، ويستحلون الربا وشرب الخمر، فهم في جانب والإسلام الصحيح في جانب آخر، فهؤلاء أكثر الناس، والله تعالى يقول: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ١٠٣﴾ [يوسف: 103]. وقد قيل: الركب كثير، والحاج قليل. ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم والله يعلم أني لم أقل فندا إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (10) غُربة الإسلام وفسَاد النّاس في آخر الزّمَان - المجلد (6)