الـماديون الطبيعيون يبادرون إلى إنكار كل ما سمعوه من الخوارق والـمعجزات

الصنف الثاني (من أصناف الناس في التعامل مع المعجزات والأمور المغيبات): الـماديون الطبيعيون الذين ينسبون كل شيء إلى الطبيعة؛ بمعنى أنها الـمُوجِدة لها من دون الله - حاشا لله - فهم ينكرون ويكذبون بكل ما لم يدركوه بحواسهم، فينكرون وجود الرب، ويكذبون بالـملائكة، ويكذبون بالبعث بعد الـموت، ويكذبون بالجنة والنار. وفيهم أنزل الله: ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٩ وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ ٤٠﴾ [يونس: 39-40]. فهم يبادرون إلى إنكار كل ما سمعوه من الخوارق والـمعجزات، والأمور الـمغيبات، فهذا دأبهم في نظرياتهم العلمية. ومن لا يؤمن إلا بما يدركه بحواسه، فإنه يعتبر كافرًا بالكتاب وبما أرسل الله به رسله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / (2) الإسراء والمعراج وبيَان مُعْجزات الأنبيَاء - المجلد (6)