ملك غشوم خير من فتنة تدوم
(وقد) حث النبي ﷺ على السمع والطاعة ونهى عن الخروج عن الجماعة، وقال: «من رأى من أميره ما يكره، فليصبر ولا ينزعن يدًا من الطاعة»، وقد بايع الصحابة النبي ﷺ على السمع والطاعة في العسر واليسر والـمنشط والـمكره، وعلى إثرة علينا، وعلى أن نقول الحق أينما كنا، وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان. والشاهد من ذلك هو قولهم: وعلى إثرة علينا. وهو الاستئثار بالشيء دون الآخرين، وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان، أما الكافر الـمحض فلن يكون أميرًا على الـمسلمين، إلا أن يقهرهم بسيفه، فما جعل الله للكافرين على الـمؤمنين سبيلا، ومتى قهرهم بسيفه، فإنهم حينئذ لا عمل لـمكره. وقد قال بعض السلف: ملك غشوم خير من فتنة تدوم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الأمراء المسلطون " / العدل والإمام العادل - المجلد (5)