«يأتي على الناس زمان يمر الـمسلم فيه بالقبر ويقول: يا ليتني كنت صاحب هذا القبر»

فمتى رأيت دولة هؤلاء الأمراء (يعني الأمراء المتسلطين الجاهلين) قد أقبلت وراياتها قد نصبت وجيوشها قد ركبت فبطن الأرض والله خير من ظهرها. وفي البخاري عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: «يأتي على الناس زمان يمر الـمسلم فيه بالقبر ويقول: يا ليتني كنت صاحب هذا القبر». من ذلك أن الرجل الجندي الـمسخر في حدود عمله يحفظ الأمن والأموال وحقن الدماء وحراسة البلاد؛ ثم يسعى سعيه ويعمل عمله في الانقلاب على من قبله ممن هو من أهل الحكم والسياسة، فإن هذا يعتقد في نفسه أن الناس لن يخضعوا له ويسمعوا ويطيعوا بأمره حتى يسومهم سوء العذاب، ويذيقهم مسًّا من القتل والكبت والتنكيل ويكونون كما قيل: تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت فإن تولوا فبالأشرار تنقاد فتقوم على الناس الساعة التي فيها هلاكهم كما يدل له الحديث: ««إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ». قال: كيف إضاعتها؟ فقال: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الأمراء المسلطون " - المجلد (5)