الغيرة على المحارم من شيم ذوي الفضائل والمكارم

إن الغيرة على المحارم تعد من شيم ذوي الفضائل والمكارم، فالغيور مهاب ومن لا غيرة فيه مهان، والغيرة الواقعة في محلها هي بمثابة السلاح لوقاية حياة الشخص وحماية أهله، وكلما اشتد حفظ الإنسان لصيانة نفسه وأهله قويت غيرته واشتدت شكيمته بحيث لا تخلو بواديه الأراجيل. وكلما كثرت ملابسته للقبائح وخاصة الزنا وتوابعه فإنها تنطفئ من قلبه حرارة الغيرة فلا يستنكر معها فعل القبيح، لا من نفسه ولا من أهله، بل ربما يلطف فعل الفاحشة ويزينها لغيره كما يفعل الديوث الذي يقر السوء في أهله، ولهذا صارت الجنة عليه حرامًا كما ثبت بذلك الحديث أن النبي ﷺ قال: «لا يدخل الجنة ديوث» والديوث هو الذي يقر أهله على عمل السوء؛ لأن من يهن في نفسه وأخلاقه فإنه يسهل عليه الهوان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " نهاية المرأة الغربية بداية المرأة العربية " / الرجَال قوَّامُون على النسَاء - المجلد (4)