مما ينبغي أن ننصح به مراعاة الاقتصاد في وليمة العرس
ومما ينبغي أن ننصح به مراعاة الاقتصاد والاقتصار في وليمة العرس، التي وصفها رسول الله ﷺ بأنها شر الطعام يدعى إليها من يأباها ويُمنعها من يأتيها، فيتجنبون التوسع فيها، ويقتصرون على قدر الكفاية، عملا بالسنة حيث قال النبي ﷺ: «أولم ولو بشاة». رواه الشيخان، و «لو» قيل: للتكثير، وقيل: للتقليل.
وقد أولم النبي ﷺ على بعض نسائه - وهي صفية بنت حيي - بمدين من شعير، وهو سيد الخلق أجمعين. فما يفعله بعض الناس من كون أحدهم يذبح في وليمة العرس خمسين ذبيحة أو أربعين ذبيحة أو أقل أو أكثر، وربما ذبح معها بكرًا من الإبل، ويتبعها الأرز والفواكه، وغالب الناس يعتذورن عن الحضور إليها خصوصًا الفضلاء، فتبقى اللحوم والطعام بحالها، بحيث تحمل ويقذف بها في مواضع القمامة وبطون الأنعام، ونفوس الكثير من الفقراء تحن إلى القدر. ولا شك أن هذا مال ضائع على الزوج وعلى أهل الزوجة كما قيل:
ولم يحفظ مُضَاعَ المجدِ شيءٌ
من الأشياء كالمالِ المضاعِ
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الاقتصاد في مؤن النكاح ومراعاة التيسير والتسهيل " || المجلد (2)