الفضلاء من الكرماء لا يرون كثرة الصداق في نفوسهم شيئًا
النبي ﷺ قال: «خير الصداق أيسره»، ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: لا تغالوا في صدقات النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله، فإنه ما أصدق أحدًا من نسائه، ولا أُصدقت امرأة من بناته أكثر من خمسمائة درهم. وهو قدر يقل عن مائة ريال، لأن الفضلاء من الكرماء لا يرون كثرة الصداق في نفوسهم شيئًا، وإنما جل قصدهم اتصال حبل الخاطب الكفء بالمخطوبة في حالة راحة ورفاهية، فهم يحاربون الإسراف الضار بالزوج وأهل الزوجة.
ولا يستنكفون عن خطبة الرجل الكفء لبنت أحدهم وموليته، كما عرض عمر ابن الخطاب ابنته حفصة على عثمان بن عفان فاعتذر لعدم رغبته في النكاح، ثم عرضها على أبي بكر الصديق فسكت ولم يجب بنفي ولا إثبات، ثم خطبها رسول الله ﷺ فتزوجها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الاقتصاد في مؤن النكاح ومراعاة التيسير والتسهيل " || المجلد (2)