الموت انتقال من دار إلى دار

إن هذا الـموت الذي يفزع الناس منه، والذي أفسد على أهل النعيم نعيمهم في الدنيا، ليس هو فناء أبدًا. لكنه انتقال من دار إلى دار أخرى ليجزي فيها الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. فلا يجزع من الـموت إلا الذي لم يقدم لآخرته خيرًا، فهو يكره الـموت لكراهته لقاء ربه من أجل ما قدمه من سوء عمله، أما الـمؤمن الذي قدم لآخرته عملاً صالحًا، فإنه لا يكره الـموت حين نزوله به، لفرحه بلقاء ربه وثواب عمله. فإن من قدم خيرًا أحب القدوم عليه؛ ولأن «صنائع الإحسان تقي مصارع السوء». والنبي ﷺ قال في الحديث الصحيح: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 54 الوصية في حالة الصِّحّة وكونها من الحَزم وفعل أولي العَزم - المجلد 7