ما وصلت إليه البشرية من تطور تكنولوجي لا ينكره إلا مكابر

نحن لا نكابر في إنكار ما أدركه هؤلاء من علم الكون وما اكتشفوه من الأسرار والآيات، وما عسى أن يكتشفوا فيما هو آت من كل ما يعد من خوارق العادات، ومن كل ما يؤهلهم للوصول إلى الغايات الداخلة في حدود مقدرتهم، فقد رأى الناس عجائب ما صنعوه من الطائرات الهوائية تجارية وحربية حيث تحلق في الأجواء حتى تتجاوز المحيط الهوائي، والغواصات البحرية التي تغوص في أقصى قعر البحار بحيث يعلوها بمن فيها الماء والأمواج، ويتخاطبون من أقصى البقاع بحيث يتحدث أهل المشرق مع أهل المغرب. وفي بلدان أوربا وأمريكا يتكلم مع من في نجد والخليج والحجاز، بحيث يكلم أحدهما صاحبه بكلام جلي غير خفي وبينهما الوديان الساحقة والجبال الشاهقة والبحار المضطربة والسحب المتقصفة والأهوية المزعجة، كل هذه لم تكن حائلة دون سماع أحدهما لخطاب الآخر. فلو تحدث متحدث بذلك قبل وقوعه وقبل وقوف جميع الناس على حقيقته لأنكروه أشد الإنكار لاستبعادهم إمكانيته وعدم اتساع عقولهم لقبوله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ القرآن أكثره آيات محكمات جليات ] - المجلد (1)