الـمؤمن يدفع قدر الله بقدر الله
(إن) قول بعض العوام من الجهال إن كان الله قدر علي الـمرض فإن العلاج لن يدفعه، هو قول باطل، وحجة داحضة، نظير حجة الـمشركين في قولهم: ﴿لوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا﴾ [الأنعام: 148]. فإن الـمرض يقع بقدر الله، والدواء الذي يرفعه ويعالج به هو من قدر الله، والـمؤمن يدفع قدر الله بقدر الله. ويفر من قدر الله إلى قدر الله، وهذا رسول رب العالـمين ﷺ الذي هو كما وصفه ربه ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١٢٨﴾ [التوبة: 128]. يأمر باتقاء أسباب البلاء والـمباعدة عن مواقع الوباء، مع قوة توكله على الله، ويقول في الحديث الصحيح: «لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» ويقول: «فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ» ولما قدم رجل مجذوم يريد أن يهاجر منعه رسول الله ﷺ من دخول البلد. وقال: «ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 31 جواز الأدوية المباحة والتطعيم - المجلد 6