تصحيح ابن جرير للمقام شيء وحكايته عن عرف الناس شيء آخر
(و)قد عرفت (أيها القارئ) كيف أعرض (ابن حمدان)عن تصويب ابن جرير في الـمقام وأنه الـمعروف بهذا الاسم في الـمسجد الحرام ثم أخذ قوله: إن الـمعروف في الناس بمقام إبراهيم هو الـمصلى، ولا شك أن تصحيحه للمقام شيء وحكايته عن عرف الناس شيء آخر ولا تلازم بينهما، وإلا فمن الـمعلوم أن هذه التسمية جارية في عرف الناس حتى الآن فتراه يقول: صليت في مقام إبراهيم، ورأيته يصلي في مقام إبراهيم. يعنون بذلك الحوض الـمحوط؛ لأن ما جاور الشيء أعطي حكمه واقتبس من اسمه، أشبه البيت فإنه يراد به نفس الـمسجد وفيه الكعبة ويطلق ويراد به حدود الحرم كما في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ﴾ [الحج: 33]. يعني: حدود الحرم، إذ من الـمعلوم أن البدن لا تنحر في الكعبة ولا في الـمسجد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل السابع - المجلد (5)