أقام ابن حمدان نفسه مقام الـمشرع العام وحاكمًا على جميع العلماء والحكام

وأما قوله (يعني ابن حمدان): إنه لا يسوغ لأحد من الناس أن يفتي بنقل الـمقام عن موضعه ولا التصرف فيه بأي نوع من أنواع التصرف. فالجواب: إن هذا الخطاب يعد من رموز الجهالة والحمق، فكأنه بهذا الكلام أقام نفسه مقام الـمشرع العام وحاكمًا على جميع العلماء والحكام، وإلا فكيف يحرم على جميع علماء الإسلام على سبيل الجزم والإلزام الاجتهاد في الفتوى في شأن تحويل الـمقام؟! يريد بذلك غلق باب الاجتهاد في النوازل وعدم استنباط الحق بالبراهين والدلائل، حتى يتم له مقصوده في نصر رأيه وإعلاء كلمته.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل السادس - المجلد (5)