الشيخ إسماعيل الأنصاري لم يأت بحرف واحد ينقض به ما قلت
نشرت جريدة الدعوة بالرياض، في عددها الـمؤرخ 4 ذي الحجة عام 1390هـ، منشورًا صادرًا من الشيخ إسماعيل الأنصاري في خصوص الـمدارك على كتابنا الدلائل العقلية والنقلية.
قال الشيخ إسماعيل الأنصاري - عفا الله عنه-:
وهذا أوان الشروع في الـمقصود (ص31/32)، حيث يقول الـمؤلف: إن الأضحية عن الـميت لم يقع لها ذكر في كتب الفقهاء الـمتقدمين من الحنابلة، لا في الـمغني على سعته ولا في الكافي ولا الـمقنع ولا الـمحرر ولا في الشرح الكبير ولا الخرقي ولا في الـمذهب الأحمد ولا الإنصاف ولا النظم ولا الـمنتقى في أحاديث الأحكام للمجد ولا الإلـمام في أحاديث الأحكام ولا في إعلام الـموقعين ولا في زاد الـمعاد.. إلخ. قال: فتركهم لذكرها ينبئ عن عدم عملهم بها في زمنهم أو على عدم مشروعيتها عندهم. وادعى الـمؤلف أن هذا النفي نتيجة التتبع والاستقراء.
وجوابه (يعني جواب الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله): إن الإمام أبا داود والذي بحث هذه الـمسألة في كتابه السنن، كان قبل الذين ذكرهم الـمؤلف، وهو كما أنه من أئمة الحديث يعتبر من كبار أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، ومسائله التي رواها عنه أشهر من نار على علم، ونص سنن أبي داود: باب الأضحية عن الـميت، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن أبي الحسناء، عن الحكم، عن حنش قال: رأيت عليًّا يضحي بكبشين، فقلت له: ما هذا؟ فقال إن رسول الله أوصاني أن أضحي عنه، فلا أزال أضحي عنه أبدًا. رواه أبو داود، وقد قال في سننه: ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته وما لم أ ذكر فيه شيئًا فهو صالح وبعضها أصح من بعض، نقل ذلك عنه غير واحد منهم ابن الصلاح في مقدمته. اهـ.
فالجواب (يعني جواب الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله): إن الشيخ إسماعيل - عفا الله عنه- يتجهم ويتجاهل ما كان ظاهرًا جليًّا، يوهم الناس أنه قد وجد ما ينقض قولي به، حيث أورد ما ذكره أبو داود في سننه، حيث قال: باب الأضحية عن الـميت، ثم ساق حديث حنش الصنعاني عن علي، أن رسول الله أمره أن يضحي عنه، كأنه لم يقع له ذكر في كتابي، وتجاهل بأنني قد سبقته إلى سياق هذا الحديث بجملته وترجمته حيث ذكرت في الرسالة (يعني رسالة: الأدلة العقلية والنقلية في تفضيل الصدقة عن الميت على الأضحية)، بأن أسبق من رأيناه طرق موضوع الأضحية عن الـميت هو أبو داود في سننه، ثم ذكرت حديث حنش عن علي بتمامه ولم أستحل كتمانه، ثم ذكرت أيضًا رواية الترمذي له، حيث قال: إن الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. أي إلا من رواية حنش ثم أعقبه بما يدل على ضعفه. فقال: قال عبد الله بن الـمبارك: أرى أن يتصدق عن الـميت بثمن الأضحية ولا يضحي عنه، فإن ضحى له فلا يأكل منها شيئًا. والحاصل أن الشيخ إسماعيل لم يأت بحرف واحد ينقض به ما قلت، وإنما غايته أنه متعنت يورد ما لا حجة له فيه ليروج به على الأذهان وعلى ضعفة الأفهام، ومناظر الـمتعنت تعبان، ومناظر الـمنصف مستريح.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة "مباحث التحقيق مع الصاحب الصَّدِيقِ " / إعادة الحديث في البحث الجاري مع الشيخ إسماعيل الأنصاري فيما يتعلق بالأضاحي عن الأموات - المجلد (5)