في آخر الزمان يصير العلم جهلاً والجهل علمًا والبدعة سنة والسنة بدعة
ثم قال (صاحب رسالة "الاحتفال بذكر النعم واجب") : لا ريب أن مضاعفة الأجور العظيمة إنما كانت للاتباع في الابتداع الحسن الذي هو الاستنان الحسن لحديث «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» وهذا الحديث قاضٍ على كل ما يقوله خصوم البدعة الحسنة وهو يدك دكًّا قولهم: إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة، وقولهم: لو كان خيرًا لسبقونا إليه، ولا ريب أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة وسنة حسنة وفق الله لها من سنها وعمل بها وجعل له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
فالجواب أن نقول:
ألا تسألن المرء ماذا يحاول
أَنَحْبٌ فيقضـى أم ضلال وباطل
إنه في آخر الزمان يصير العلم جهلاً والجهل علمًا والبدعة سنة والسنة بدعة، ينشأ على هذا الصغير ويهرم عليه الكبير، حتى إذا غيرت البدعة قالوا: غيرت السنة، وهذا الكاتب مبتلى بقلب الحقائق في المعقول والمنقول، فيجعل البدعة سنة والسنة بدعة، ويجعل المأزور على تأسيس البدع مأجورًا، فيحرف الكلم عن مواضعه ويخالف الحق مخالفة غير خافية على أحد، لاعتقاده أنه قد وضع ناموسًا للناس بعقله ولن يخر فريسة لتعاليمه السخيفة سوى همجي رعديد قليل العلم والمعرفة بحقائق العلوم النافعة ولا يروج إلا على من هو أجهل الناس وأقلهم معرفة وعلمًا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " كلمة الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق " / [رد سماحة الشيخ على رسالة: الاحتفال بذكر النعم واجب] - المجلد (4)