كل إناء ينضح بما فيه

قد بالغ هذا الكاتب (يعني صاحب رسالة "الاحتفال بذكر النعم واجب") في مدح شوقي على شعره ورفع عقيرته بمدحه، حيث إنه قد وافق هواه في الإطراء، ومتى جاء سيل الله بطل نهر معقل. ثم قال: قد يعترض معترض ويقول قائل: إنه ليس فيما ذكرتموه سابقًا دليل ناصع على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي على النحو المعروف. ونحن نقول: إن هذا الاعتراض لا يصلح ردًّا لمشروعية الاحتفال بنعم الله ومنها ميلاد محمد عليه الصلاة والسلام!! والجواب: إن من عادة الله في خلقه أن كل من أسر سريرة أو استبطن عقيدة، فإن الله سبحانه يظهر سر عمله وعقيدته على فلتات خطابه وصفحات كتابه، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر؛ لأن كل إناء ينضح بما فيه وعادم الخير لا يعطيه، قال تعالى: ﴿وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِ﴾ [محمد: 30].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " كلمة الحق في الاحتفال بمولد سيد الخلق " / [رد سماحة الشيخ على رسالة: الاحتفال بذكر النعم واجب] - المجلد (4)