الاشتراكية عائق دون الانفاق في سبيل الله
(إن) البلدان العربية التي كشرت الاشتراكية في وجوه أهلها، ومضت بتأميم أموال تجارها، فقد كان لها دور كبير في المساعدة والتعاضد والنفقة في سبيل البر والخير، وبناء الجامعات والمعاهد الدينية، وتحفيظ القرآن، لما كانوا أحرارًا في تصرفهم وبيعهم وشرائهم.
أما بعد تحطيمهم، وحجر تجارتهم، فكان أحدهم ينام تحت لحافه من مرض هذا الحَجْر والتأميم، الذي هو حقيقة في تعميم الفقر، فإذا ذُكِرَ لأحدهم شيء من عمل الخير: أومأ بيده وقال: نفْسي.. نفسي، اذهبوا إلى غيري. وشح ببقية ماله؛ لأن عادم الشيء لا يعطيه، وكل إناء ينضح بما فيه، وخير الناس من وُعظ بغيره.
فمن رزقه الله من هذا المال رزقًا حسنًا فليبادر بأداء زكاته، ولينفق منه سرًّا وعلنًا، حتى يكون أسعد الناس بماله، فإن مال الإنسان ما قدم، ففيه دليل على فضل كسب المال من حله، ثم الإنفاق منه في سبيل حقه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الاشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة / " التجارة وعموم نفعها وحاجة الدولة والمجتمع إليها " - المجلد (3)