ردّ شبهة النصارى على المسلمين في عقيدة القضاء والقدر
يقول النصارى في تحاملهم على المسلمين: إنما ضعفوا وتأخروا وساءَت حالهم كلها من عدم تعلمهم للصنائع والمخترعات في هذا العصر اتكالاً منهم على عقيدة القضاء والقدر.
ونقول: إن المسلمين لا يحتجون بالقضاه والقدر في كل ما يحاولونه من أعمالهم، فهم يلومون ويذمون كل من يحتج بالقدر في ترك الأمر وارتكاب النهـي، وأنه لا حجة في ذلك بل حجته داحضة عند ربه.
وقد أمر رسول الله أمته بأن يأخذوا بالكَيْس والحزم وفعل أولى العزم في جميع أعمالهم من أمور دينهم ودنياهم، وأن يأخذوا حذرهم ويستعدوا بالقوة لعدوهم وبما استطاعوا من الكيد والقوة، ونهى عن الكسل والعجز وأخبر أن الله يلوم عليه، كما أرشدهم ودلهم على الدواء عند الحاجة إليه، وقال: «إن الله لم ينزل من داء إلا وأنزل له دواء». وقال: «تداووا، ولا تداووا بحرام».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الجندية وعموم نفعها وحاجة المجتمع لها / "ردّ شبهة النصارى على المسلمين في عقيدة القضاء والقدر" - المجلد (3)