أمثلة من تفسير صاحب "بوارق الهدى" لبعض الآيات والرد عليه
قال (صاحب "بوارق الهدى") في صفحة (39) على قوله سبحانه: ﴿وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢﴾ [الذاريات: 22].
قال: وما توعدون أي يوم القيامة.. بالعذاب في السماء الدنيا.
قال: من الواضح أن النجوم مسخرات الآن لتوليد الطاقة الكونية الكبرى الهائلة التي تتجمع الآن في السماء لتلقى يوم القيامة في جهنم مع أجرام النجوم والكواكب التي ترمى وتنصب في جهنم وتكون وقودًا للنار فيها.
وقال في صفحة (57) على قوله سبحان: ﴿وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ﴾ [النحل: 12].
قال: والنجوم وتوابعها ممسوكة ومسخرة لتكوين حجارة جهنم.
قال: والنجوم كما هو معلوم كثرة هائلة من النار الموقدة المسخرة بأمر الله وكذا قوله: ﴿وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ﴾ [النحل: 12]. أي: لتوليد الطاقة الكبرى التي تتجمع في السماء لتلقى يوم القيامة في جهنم.
ويقول في صفحة: (11):
(وها نحن نوضح بما لا لبس فيه من أن النجوم مسخرات لتكوين حجارة جهنم وحرها وعذابها وهي مسخرة لتوليد الطاقة الكبرى الهائلة التي تتجمع وتنصب يوم القيامة داخل جهنم). انتهى كلامه.
وأقول: سبحان الله ما أجرأ هذا الكاتب على القول على الله وعلى تحريف كلام الله بلا علم بمجرد الرأي الذي ليس له مستند لا من القرآن ولا من السنة ولا من اللغة العربية ولا من قول أحد العلماء، وإنما يتكلم بفنون من الجنون في التفسير.
لكون ما يتكلم به هو من عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو: ﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ﴾ [النمل: 65]. إذ ليس عندنا ما يدل على أن هذه النجوم مرصدة ومسخرة لتكوين طاقات العذاب يوم القيامة في نار جهنم.
ولا يعني القرآن بهذا التفسير في التسخير، بل هي من الجمادات التي يقول الله لها: كوني ترابًا. فتكون ترابًا وعند ذلك يقول الكافر: ﴿إِنَّآ أَنذَرۡنَٰكُمۡ عَذَابٗا قَرِيبٗا يَوۡمَ يَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا ٤٠﴾ [النبأ: 40]. ولم يثبت ما يدل على أنها مسخرة كالصناع لتوليد طاقة العذاب لتكون وقودًا في نار جهنم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ الحكمة من تخريب الدنيا يوم القيامة ] - المجلد (1)