سميت معجزة، لكون الناس يعجزون عن معارضتها والإتيان بمثلها
والـمعجزة، إنما كانت آية ومعجزة لوقوعها من فعل الله ليس للنبي ولا لغيره تصرُّف في صنعها أو كسبها. والحكمة في ذلك أن مجرد قول الرسول ﷺ لأمته: إن الله أرسلني إليكم. بدون أن يأتي بآية تصدق ما يقول، فإن ذلك مما يقتضي عدم تصديقه ولا الإيمان به، لكنه متى أتى بآية ومعجزة ليست من صنعه ولا من كسبه ولا من الشيء الـمعتاد لغيره، ويمتنع أن يأتي من يعارضه بمثلها دل هذا على صدقه وصحة نبوته. وسميت معجزة، لكون الناس يعجزون عن معارضتها والإتيان بمثلها. وآيات الأنبياء هي علامات وبراهين من الله تتضمن إعلام الله لعباده بصدق رسله، وما جاؤوا به من الحق.
وقد سماه الله برهانًا في قوله تعالى: ﴿فَذَٰنِكَ بُرۡهَٰنَانِ مِن رَّبِّكَ﴾ [القصص: 32]. يعني العصا واليد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 14 وجُوب الإيمان بما أخبَرَ به القرآن من مُعجزات الأنبيَاء عليهم الصّلاة والسّلام - المجلد 6